النصب والدمار في البحث عن الآثار _ الاهرام الاخبارية

بقلم/ أحمد محمد إدريس




كنت أسير يوما في طريقي فناداني احد سكان منطقتي يستاذن في سؤال فتوقفت وقلت له بكل سرور خير ان شاء الله.. قال لي: لي صديق تعرض لموقف واحب ان اخذ رأيك فيه.. قلت له تفضل.. قال لي : صديقي هذا أحضر شيخ لداره ليكشف له هل هناك آثار في بيته ام لا.. فقال له الشيخ ان بيتك يعلو فوق رزق وفير وقام هذا الشيخ بشئ عجيب انه جعل اهل البيت جميعا ينظرون إلى أرض المنزل ليروا باعينهم توابيت من ذهب وآثار وكأن منزل هذا المسكين تحول إلى المتحف المصري.. ففرح أهل البيت جميعا وقالوا حان وقت السعادة وداعا لأيام الفقر.. فقال الشيخ الفصيح هذا الكنز لا يخرج الا بشروط لان الجن الذي يحرسه قوي ويجب إحضار رهينة وبخور غالي الثمن… ولكن هناك هدية لأهل البيت احضروا لي اوعية فخارية (بلاص)  فاحضروا له اربع اوعية فخارية (بلاليص) فإذا به يمد يده ليأخذ من قاع ارض البيت ويعبئ هذه الأوعية علي آخرها من هذا الذهب والحلي ويغلقهم ويقول لهم لا أحد يقوم بفتحها قبل إحضار البخور وتحضير الرهينة. 

قال اهل البيت المساكين.. وما هي الرهينة.. قال كمية من الذهب اي حلي اهل البيت حتى يطمئن الجن ان اهل الدار ليسوا بطامعين وانها تكون كاقربان له ليفتح لنا المجال لأخذ هذا الكنز الثمين.. قلت له:وماذا فعلوا هل اعطوه الذهب.. قال نعم : لقد اخذ من نساء البيت كل ما يمتلكون من ذهب.. واعطوه ثمن البخور.. قال له كم… قال : البخور ب ٤٠٠٠ الف حين والذهب ما يقرب من ٢٤٠ جرام وكان الجرام انذاك ب ٧٠ جنيها.. فضحكت وقلت له : قل لهم العوض من الله.. قال كيف ذلك هذا رجل معروف بل وقال سأحضر البخور ولكنه تأخر ثلاث شهور والرهينةالتي تركها في غرفة من غرف البيت قال لا احد يدخل هذه الغرفه ولا يقرب منها حتي احضر البخور.. قلت له هذا نصاب.. سحر أعينكم واستحل مالكم.. واما عن الأوعية التي ملئت ذهب نا هذا إلا تراب فاذا بوجه الرجل يتغير ليثبت لي ان هذا الرجل الذي قد نصب عليه واخذ امواله.. فشكرني ومضي وهو في حالة سيئة 

ذهب إلى بيته وبعد نص ساعة طرق الباب فتحت لأجد هذا الرجل مرة أخرى فقلت له : انت صاحب المشكلة وليس صديقك قال نعم.. 

رجاءا الاحضار معي لنفتح هذه الغرفه الان لان اهل بيتي جميعا قلقون جدا.. 

نزلت معه.. وذهبت الي بيته.. لأجد جمع من الرجال والنساء اخواته وزوجاتهم والأولاد ترقبون وصولي.. 

صعدت الدرج.. لاصل الي هذه الغرفه التي اغلقت منذ شهور في انتظار الشيخ الدجال.. والنصاب المحترف. فتحت الباب ودخلت الي هذة الأوعية التي غطاها هذا اللص فنزعت عنها الغطاء وقلت احضروا لي آلة حادة لاكسرها.. 

فامسكت بحديدة وكسرت تلك الأوعية التي… انهال منها التراب هنا وهناك لاكسرحلم هذة العائلة التي راح ذهبهم ومالهم من اجل امل زائف.. ووهم ظل شهور.. 

فبكت النساء وانهار الرجال.. فقد سحرهم هذا النصاب وابدع في نصبه َواحتياله.. تركتهم ومضيت.. وبعد ايام ليست قليلة قابلني مرة أخرى وسألته ماذا فعلتم  قال ذهبنا له في بلده وطلعنا له الجبل.. وحين رآنا قال : هل علمتم وضحك و َقال استطيع الان ان ادفنكم في مكانكم هذا احياء ولا احد يعلم عنكم شئ.. لا انتم اول الناس  ولا آخر ناس سأقوم بهذا الفعل معهم.. فمضي المساكين من امامه وخيبةالامل علي وجههم وقد ضاع منهم مالهم وذهب الامل في الثراء وما زال لليوم الكثير الذي يبحث عن الاثار ومازال الكثير الذي يضيع الوقت والمال بيديه علي كثير من النصابين المحتالين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم