الديان لايموت _ الأهرام الاخبارية

بقلم/ أحمد محمد إدريس

كنت اغضب كثيرا وانا صغير من والدى حين يقسو عليه ويعاملنى بشده وكنت احاول بكل جهدى ان لااريه منى غير كل طيب..ولكنه دوما غير راضى عن تصرفاتى وافعالى التى يراها كل اقاربى ومن حولى انها سليمه وموزونه بل انهم يطلبوا من أبنائهم ان يكونوا لى اصدقاء...كنت اتعجب لهذا الامر....لماذا كل هذا النقد..كنت اخاف ان ارفض له امرا...او اغضبه لاى سبب...وكنت اخاف دوما من مقولة خطيب الجمعه البر لايبلى والذنب لاينسى والديان لايموت افعل ماشئت كما تدين تدان...وحين سمعت ولاول مره احد الدعاه يقول..ها هوَ رجلٌ كان له أبُ قد بلغَ من الكبر عتيا، وقام على خدمته زمناً طويلا ثم مله وسئمه منه. فما كان منه إلا أن أخذه في يومٍ من الأيامِ على ظهر دابةٍ، وخرجَ به إلى الصحراْء. ويوم وصل إلى الصحراء قال الأبُ لأبنهِ يا بني ماذا تريدُ مني هنا ؟ قال أريدُ أن أذبحَك، لا إله إلا الله ابنٌ يذبحُ أباه. فقال أهكذا جزاءُ الإحسانِ يا بني. قال لا بد من ذبحِك فقد أسأمتني وأمللتـني. قال إن كان لابدَ يا بني فاذبحني عند تلكَ الصخرةِ. قال أبتاه ما ضركَ أن أذبحك هنا أو أذبحك هناك ؟ قال إن كان الجزاءُ من جنسِ العمل فاذبحني عند تلك الصخرةِ فلقد ذبحتُ أبي هناك. ولك يا بنيَ مثلُها والجزاءُ من جنسِ العمل، وكما تدينُ تدان، ولا يظلمُ ربكَ أحدا....سألت الله فى نفسى ان يرزقنى بر ابى وامى...وتمر الاعوام ويصبح لدى اولاد ..وياللعجب اجد نفسى افعل معهم نفس ماكان والدى يفعل..انهرهم بشده إذا اخطأوا ...واراقب تحركاتهم..ويغضبون كما كنت اغضب...ولكننى اليوم علمت ان الشده من والدى كانت خوف على...والنقد كان من اجل ان اكون الافضل...والمراقبه كانت حب واهتمام...وفى يوم كنت احاول فتح زجاجه الدواء بيدى فأبت اللعينه ...فاذا بابنى ياخذها من يدى لتلين فى يده ويفتحها وينظر الى نظره اعجاب بنفسه وكانه فتح حصن عكه....والاغرب ان زاكرتى ترجع بى الى الخلف ثلاثون عاما ..ياسبحان الله...نفس الموقف ونفس النظره نظرتها لابى حين فتحت له زجاجة الدواء بعد ان حاول معها وفشل ....قلت وقتها..الديان لايموت..حقا انها الحقيقة كم من ابناء كانوا سببا فى احزان الاباء ...رزقهم الله باولاد ادخلوا على قلوبهم المرض....وكم من اولاد جنوا على امهاتهم فرزقهم الله بزوجه عاصيه ادخلت عليهم الهم والحزن ..حقا الديان لا يموت ...افعل ماشئت كما تدين تدان..

إرسال تعليق

أحدث أقدم