التعليم الذكي إلى أين في مصر بقلم د.جيلان شرف أستاذ الإعلام و تكنولوجيا الاتصال

 

متابعة :ماهر بدر 



تخطو مصر بخطوات متتالية وسريعة للحاق بالتقدم التكنولوجي المتلاحق في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، فهما السمة الغالبة نظرا لما يتواكب معهما من مجريات في الأحداث التي تتطلب التفكير الابداعي، أي التفكير خارج الصندوق حتي لا تتوقف الحياة، فجاء التعليم الهجين Hybrid Learning   و هو بمثابة  الحل الأمثل لسير العملية التعليمية في ظل الجائحة التي واجهها العالم أجمع وهي COVID19، و بهذا يتسع المجال للقائمين على العملية التعليمية سواء في مرحلة ما قبل الجامعي ومرحلة الجامعة الجمع بين التعليم المباشر  والتعليم عن بعد أو التعليم الالكتروني e-learning، أي توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية مع استخدام أساليب ووسائل تعليمية تتناسب مع طبيعة المادة أو المقرر الذي يتم تدريسه، مما يساعد القائم بالعلمية التعليمية مع التدريب علي اكتساب مهارة القدرة علي كيفية توصيل المعلومة  بطرق متنوعة و ابتكارية بحيث تتناسب مع كل فئة عمرية، وضمان أن تتم العملية التعليمية باستمرارية دون توقف، و متكاملة تشمل استيعاب واستخدام التقنيات الحديثة من تطبيقات ووسائط متعددة ساهمت فيها وجود الشبكة العنكبوتية "الانترنت"  من منصات ومواقع تواصل اجتماعي تعليمية Learning Social Media، أي العالم الافتراضي مع التعليم المباشر من خلال التواصل الواقعي مع طالب العلم سواء في المدرسة أو الجامعة.

وهذا يعد ضمن الأفكار المستحدثة للتعليم الذكي Smart Learning، الذي يعد سلاحا لمناورة فيروس كورونا، لتفادي كثافة الطلاب داخل القاعات وبالتالي الحد من انتشار الفيروس، كما أن هذا الأسلوب من التعليم سيقضي علي فكرة التلقين وسيتحول الطالب إلي باحث عن المعلومة وستضيف إلي مهاراته الاستيعابية في مجال التقنيات الحديثة واستخدامها وبالتالي يكون مؤهلا لسوق العمل.

يعتقد البعض أن هذا التعليم الافتراضي أو الالكتروني الذي يتم عن بعد يصعب فيه عملية التقييم للطالب، لكنه يتم بالصوت والصورة مما يساهم في المشاركة والتفاعل والتقييم وإجراء الاختبارات الالكترونية بنظام Moodle، وفي الفترة الماضية تم استخدام تطبقين في العملية التعليمية وفي الاجتماعات وكذلك في بث البرامج التليفزيونية و هما زووم “Zoom”  وويبكس “Webix”، و يمكن الآن من خلال شبابنا الخبراء في مجالي تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الوصول إلي تطبيقات مصممة بفكر مصري  تتناسب مع الخصائص الديموجرافية لطلابنا، كما يمكن تفعيل مسابقات فيما بين طلاب كليات الهندسة قسم اتصالات والكترونيات وكذلك كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي لابتكار وتصميم برامج تستخدم في العملية التعليمية وبالتالي يتم الاستفادة من الناحية الابتكارية والاستثمارية على المستوى المحلي والعالمي لغزو الأسواق العالمية خاصة واننا نتمتع ببنية تحتية  تسمح باستخدام تكنولوجيا الاتصال ولدينا أيضا قمر صناعي مصري "طيبة" تم اطلاقه في نوفمبر 2019، وهذه البنية التحتية تسمح بالتوسع في استخدام التكنولوجيا بفعالية مما سيكون له مردود اقتصادي واجتماعي ونفسي على المجتمع.


*  د.جيلان شرف أستاذ الإعلام و تكنولوجيا الاتصال

إرسال تعليق

أحدث أقدم