المشنة 7... الصدمة....

 

المشنة 7... الصدمة....


الكاتب :عاطف محمد

 

أشرق الصباح الجديد يحمل آمالا متعددة ومفاجأت خفية ، و.. استيقظت الأسرة وادى كل منهم صلاته كما تعودوا، وإن كانت صلاة الفجر قد فاتتهم بسب أحداث الأمس ، وعند إعداد الإفطار شعرت سعيدة بنفس الألم فى صدرها وتقلصت ملامح وجهها ولكنها استمرت فى العمل غير مبالية بالألم وإن كانت صابرين قد لاحظت ذلك
مالك ياأمّه ؟؟؟؟
مالى. ! ...فيّه أيه!؟
يعنى ....وشك اتغير وحطيتى ايدك على صدرك
ولا اتغيرت ولا حاجة شوية تعب وراحوا لحالهم، أنتى ناسية التعب بتاع امبارح.
لم ترد صابرين.... فقد اقتنعت نوعا ما بكلام أمها....
يلا يا قوم ...الفطار جهز....(قالتها بطريقة الاعلان )
ماشى ياهنيه....(وضحك الأب) عفريته من يومك..
ضحك الجميع وهنا جال فى عقل سعيدة حوارا تعودت أن يحدث فى الفترة الأخيرة بينها وبين نفسها فمع ضحكاتهم .....
ياترى الزمان مخبى لنا أيه فى جرابه ؟؟ ربنا كريم..... ومش ها يظلمنا أبدا ....
وبعد تناول الطعام وأثناء احتساء الشاى دق باب الدار..
فتح عرفة... فوجد الضابط حسام مرتديا ملابسه العادية، بدا فيها فى غاية الأناقة ومعه رجل آخر.
حضرة الظابط حسام ياأبه..(انتفض قاسم من مكانه بهمة الترحيب وكرم الضيافة)
اتفضل..... يا أهلا وسهلا ياحسام باشا
معايا الباش مهندس حسن أخويا
اتفضل يا أهلا ومرحبا بيك وبضيوفك
هنا نظرت صابرين لرضا نظرة تعنى (معقول جايب أخوه علشان يخطبوا رضا.......... )(ولكن ردت نظرة رضا لاء طبعا لسه بدرى)
شاى يا بنات...
وجلس قاسم مع حسام وحسن والست سعيدة ومعهم الأولاد وانزوت البنات بعيدا... بعد تقديم الشاى.....يستمعن إلى الحوار
بينما أيمن( يدعبس )كعادته...
أنا جبت المهندس حسن وحكيت له على موضوع الأرض، وإزاى ممكن تستثمروها ...
متشكرين ياابنى.. دايما شايل همنا كده..
ولا هم ولا حاجه أنتم أهل...
ودار النقاش حول أفكارهم التى سجلها حسن ليضع مخططا جيدا للأرض وهى بيع ال( 5فدادين )التى تقع فى كاردون المبانى لتوفير سيولة مالية للإنفاق على مشروع اختاروا له اسم...(الأرض السعيدة ) اسم يطلق على رواية وليس كهذا المشروع.... متنوع الأعمال والخدمات، ولكن يبدو أن أهداف المشروع ومكوناته هى التى فرضت هذا الاسم، فقد كان المشروع عبارة عن عمل.... جمعية خيرية بها مسجد و مستوصف وفصول محو الأمية ،وتعليم الخطوط وتحفيظ القرآن وتقديم المساعدات لذوى القدرات الخاصة والمحتاجين والأرامل (الغير قادرين على العمل ومن يقدر يعمل فى المشروع من جهة يكسب المال بعرق جبينه ولا يشعر أنه حسنة ) ، وعمل ورشة تصليح سيارات وخلافة وورشة غزل ونسيج وصناعة التريكو وغيره وورشة لصناعة منتجات الخوص مثل المشنات والاقفاص وخلافه وصناعات البامبو من كراسى وغيرها وتخصيص جزء لزراعة نبات البامبو الذى تعطى اشجاره منظرا جميلا ورائحة أجمل ومادة خام للصناعة ، وجزء لزراعة النباتات الطبية كبيرة الأهمية والطلب وكذلك الزهوروالعنب محصول الكفر الأول ،وعمل ملعب سداسى مجهز بالنجيل الصناعى لخدمة شباب وأطفال الكفر وكذلك مزرعة دواجن ومنفذ بيع لكل هذه المنتجات ،على أن يراعى تطور تلك المشروعات وزيادة حجمها مع زيادة ربحها ، وتصبح هذه المشروعات فرصة لتدرب الأبناء والعمل بها وتقديم فرص عمل لبنات وشباب الكفر والعاطلين منهم ....
اشترك الجميع فيم تم التوصل إليه من أعمال ، بعد استدعاء قاسم لبناته للمشاركة فى الحوار ،وتم الاتفاق على الأفكار ويبقى فقط التنفيذ
والبداية بيع( ال 5 فدادين )
وهنا كانت مفاجأة فرج الذى باغتت الجميع، فقد اختفى مدة من الزمن استغل جمال خطه..... ثم عاد ومعه لوحة أعدها كإعلان عن بيع الأرض المراد بيعها موضحا المساحة والمكان وطريقة التواصل .....
أثنى الجميع على اللوحة وطلبوا تعليقها فى مكان ظاهر وعمل أكثر من لوحة تعلق فى الكفر....ثم عاد الحديث مرة أخرى.....
عرفتوا أيه حكاية الراجل إللى هجم علينا امبارح؟؟؟
هو بيقول أنه كان مبرشم ودخل عندكم بالغلط ، وتم تحويله للنيابة للتحقيق النهارده الصبح...
بس أنا اشك أن يكون كلامه صح أكيد هو مزقوق عليكم...و
اكيد إللى زقه الحاج فريد واصل
مش قولنا مانتهمش الناس من غير بينه يا عرفه ....
ماشى ياامه
على العموم كله هايبان
طب يا جماعة نستأذن احنا .....
وانا من ناحيتى ها اخلص التصميمات تكونوا بعتوا( ال 5فدادين ) وتتوفر السيولة المالية..ونبدأ التنفيذ .......
وأثناء خروجها جاء الشاويش حنفى متغير الملامح كاشر الوجه، ومال على الضابط حسام وأخبره بكلام هامس فى أذنه ، تغير على أثره وجه حسام فطلب الأذن سريعا وأخذ حسن.... والجميع لا يفهم ما يحدث... وما قاله حنفى...
لم تستمر مرحلة التساؤلات كثيرا فقد خرج قاسم فى أثر حسام ..وكذلك سعيدة التى استأذنت زوجها لبعض المشاوير، أما الأولاد خرج كل إلى وجهته وبقت البنات وأيمن ..
ذهبت سعيدة تحمل مشنتها إلى البر التانى وخاضت نفس المخاضة ولكنها لاقت صعوبة بالغة فى العبور رغم انخفاض منسوب الماء هذه المرة، شعرت بتعب و كأنها المرة الأولى التى تعبرها ثم جلست تستريح وأيضا لتجف ملابسها وذهبت للبر التانى لهدف ما..... لم تخبر به أحد.....

بينما ذهب قاسم لمقابلة أصدقاء له بشأن بيع الأرض المتفق على بيعها ،
ولكن أثناء الحديث جاء مرسال من أحد الاثرياء يطلب من قاسم مقابلته لشراء الأرض ولكن كيف عرفوا
يمكن من الإعلان إللى كتبناه وعلقه فرج على الدار جايز أو الإعلانات اللى فى الكفر معقول.....(قال ذلك محاولا التفسير)
ركب قاسم وصديقه (على السكرى) مع المرسال فى السيارة
بعد أن قطعت السيارة مسافة طويلة إذ خرجت السيارة إلى خارج حدود كفر العنب حيث يوجد منزلا فخما يشبه القصر كثيرا ما شاهده أهل الكفر ولكن لم يعرفوا أصحابه....و دخلت السيارة من البوابة الرئيسية ثم وصلت حيث الحديقة التى يوجد بجوارها حوض سباحة كبير وكانت المفاجأة.....
إذ وجدا..... اخر ماكان يتوقعانه وجدا فريد واصل ..
يجلس وهو يرتدى ملابسه الفاخرة وامامه مالذ وطاب من الفواكه....و والعصائر وزجاجات لم يعرفها قاسم أو على وبعد زوال أثر الدهشة ....
الحاج فريد!!! خير ياحاج فريد عايزانى فى ايه؟؟(بتحد واضح)
طب قول سلاموا عليكم ،خد نفسك الأول..
السلام عليكم.....(بعدم طولة البال) خير
ومين إللى معاك ده (على السكرى) وده
جايبه بودى جارد ولا أيه(ساخرا)
عيب يا حاج فريد احنا ف بيتك، ولا ده مش بيتك ، عايز من قاسم ايه؟؟
هو إللى عايز
انا اعوز منك ايه!!!!
أنت مش عارض ال( 5فدادين) للبيع وانا شارى وفلوسى جاهزه (رفع يده جانبا)
ناوله أحد رجاله حقيقه فتحها أمامها ( ال5 فدادين) ب مليون جنيه شوفتم أنا راجل ذمتى نضيفه ...
بس المبلغ ده اقل من تمن الأرض بكتير الأرض فى مكان مهم وتساوى كتير
مش ها نختلف ممكن 2مليون وكده يبقى عدانى العيب
بتزود بالمليون، معنى كده أن الأرض بتساوى
عندى انا بس ..
على العموم عرضك وصل، واحنا هانفكر فيه....
بعد إذنك يا حاج....
إذنكم معاكم ،بس خلى بالك ماحدش هاياخد الأرض إلا أنا(بصيغة تهديد)
وصلهم يا...
لا ماتتعبش نفسك هانركب أى عربيه من ع الطريق
معقول وده يصح ......(صائحا)..جاسر وصلهم ياجاسر (بطريقة حاسمة)
امر جنابك...(يشير لهم بأدب جم)
ركبوا السيارة وسارت بهم، ولكن من طريق اخر فهى تتجه للجبل وقد فسر جاسر ان هذا طريق مختصر ، وهنا توجس قاسم وعلى خيفة ،وفجأة توقفت السيارة أثر إشارة من رجل على الطريق وركب الرجل وإذا به....... الرجل الملثم نفس الرجل
الذى هاجم بيت قاسم بالأمس وتم تحويله صباحا إلى النيابة عرفه قاسم بمجرد ركوبه السيارة ، وقبل النطلق بأى كلمة رش الرجل رزازا من زجاجة فى يده ... على وجه قاسم وعلى... ادى لفقدان وعيهما ....و ذهبا فى بئر سحيق من الغيبوبة.....

جاء المساء يحمل هما وكربا على عائلة قاسم وسعيدة....، فكان الصباح شئ والمساء شئ آخر، تبدل كل شئ ذهبت الضحكة دون رجعة، فمنذ عودة سعيدة وهى صامته لا تتحدث ،والبنات هربت منهن الفرحة، فالأب لم يحضر وكذلك فرج، وهذا على غير عادتهما ،وهنا وصل بهم القلق أنه لابد من فعل شئ خرج عرفة وسعد للبحث عن الأب والأخ بينما البنات لا حول لهم ولا قوة
قطعت رضا الصمت.....
ما نروح نبلغ فى النقطة ياامّه
نبلغ نقول أيه بس، إن واحد وابنه اتأخروا عن البيت شوية.....
مش عادتهم ياأمّه
عارفه، بس نستنى لما اخواتك يجوا على الأقل ، جايز يلاقوهم
وأثناء الحديث سمع الجميع صوت سيارة الشرطة بسرينتها المعهودة(دقت القلوب من القلق ماذا وراء هذه السرينة) توقفت السيارة أمام دار قاسم وطرق حسام الباب وفتحت رضا...
وساد الموقف لحظة صمت وترقب
نفس المشهد جاء حسام صباحا بملابسه العادية وكان الموقف غير الموقف وفى المساء جاء كأنه شخص أخر وفى عينه هدف آخر.... يا ترى ماهو؟؟؟ لم ترى رضا حسام الذى دق قلبها له ، رأت إنسان آلى جامد الملامح ليس لديه أى شعور أو عواطف مبرمج فقط على ماسيفعله... لديه أوامر ينفذها ....
ثم قالت رضا اهلا حضرة الظابط حسام ،كنا لسه بنفكر نيجى النقطة نبلغ عن.....
انا معايا أمر بتفتيش البيت(قالها بصوت الواجب)
أيه!!!! ليه؟؟؟(لم يرد لكنه قال مخاطبا القوة)
نفذ الأمر ياشاويش أنت والعساكر
فيه يا حسام باشا؟
فيه إخبارية انك و....جوزك بتاجروا فى الممنوعات ...المخدرات (وقعت الجملة على الجميع كوقع الصاعقة ففتح الكل فاه )
لو بنتاجر فى المخدرات كان ده يبقى حالنا(ساخرة من الموقف)، وبعدين احنا عمرنا ما عرفنا الحرام يا حضرة الظابط..و...
لم تنتهى من جملتها وإذا بالشاويش حنفى تمام يا افندم لقينا اللفة دى ومفتوحة كمان يا افندم... تفحص حسام اللفة فوجد بها أكياس .... هيروين...
ظهر الضيق والألم على وجه حسام فلم يكن مصداقا ما يحدث يالا غرابة الامور نفس البيت أدخله للمساعدة صباحا ثم ادخله لأداء الواجب مساء..
انا مضطر أقبض عليكى أنت و....جوزك
تبقض على أنا و جوزى(غير مصدقه وكأنها فى حلم لقد صدق ما شعرت به)
وهنا بدأ الصراخ والعويل وقهر البكاء العيون التى ذرفت الدموع ،دموع الشعور بالظلم . دموع ساخنة بسخونة القهر والظلم
فين جوزك قاسم؟
من ساعة ما خرج معاك ولسه مارجعش(قالتها بصمود )
احنا هانجيبه...
وهنا توجه الشاويش حنفى حتى يقيد يد سعيدة بالكلبشات ولكن نظر له حسام...(وقال بهدوء)
مافيش داعى ياشاويش حنفى اتفضلى معانا يا ست سعيدة من غير شوشره....
لا مش ممكن تاخدوا أمى واحتضنتها
ولكن انتزاعها العساكر من حضن هنية
حرام عليكم احنا ماعملناش حاجة، ياعالم ياهوو ألحقونا ...
وادى تجمع الناس إلى ازدحام شديد
أمه... أمه هاتروحى فين وتسيبينى ياامه
خلى بالك من اخواتك يارضا اهتمى بيهم ياصابرين اسمع كلامهم ياايمن ...
عرفه راجلكم دلوقتى اسمعوا كلامه....
وفى سحابة من البكاء واستنكار أهل الكفر وعدم فهمهم لما يحدث ، تم اقتياد سعيدة إلى سيارة الشرطة التى انطلقت وعلى اثرها جرى أيمن للحاق بأمه وهو فى شدة التأثر والبكاء لاء ...عايز أمى . رجعوا أمى .أمى ماعملش حاجة علشان خاطر ربنا سيبوها... سيبوها والنبى....
ولكنه سقط على الأرض وسط صراخ سعيدة
ألحقوا أخوكم يابنات ، أيمن أمانة فى رقبتكم ،واختفت السيارة وابتلعها الظلام معلنا انتهاء صفحة السعادة فى حياة أسرة سعيدة ،وجرى الجميع على أيمن ووجوده فاقد الوعى يخرج( ريما) أبيضا من فمه(تفحصه أحد أهل الكفر)
الواد ده فيه حاجه...
زعلان على أمه ياحبة عينى
مش مسألة زعلان ...الواد فيه حاجة
يعنى هيلاقوها منين ولا منين ...
لاء ده لازم يروح المستوصف حالا
رفع الرجال الولد وأتى البعض بعربة كارو.... ركب رجلان وركبت رضا مع أخيها وبقيت صابرين بالبيت مع اخوتها
حاول البعض الركوب للمساعدة
كفاية كده يا جماعة مش عايزين هيصه ولمة كله يروح لحاله
ذعن الجميع لكلام كامل وتمنوا السلامة ....
بينا يا عم طلبه
ماشى يا كامل ياابنى...
انقبض صدر رضا لتطور الأحداث بهذا الشكل الغريب، اختفاء الأب والأخ والقبض على الأم بتهمة حيازة المخدرات ،وحالة أيمن الغير مفهومة فليس هذا حزن طفل على أخذ أمه منه عنوة ،فهناك آثار ليست مبشرة ،شعرت رضا ببركان فى رأسها وأنه يكاد ينفجر ....
احتضنت أخيها وقلبها يدق بعنف....
سرّع شوية يا عم طلبه(يستحثه بقوة)
حاضر يا كامل....(واجبرته الكلمة على الفعل ) شى ياحمار (واسع الحمار بالكرباج الذى نزل عليه فهرول مسرعا )فشعرت رضا بألم لسعة الضربة على وجهها فقد لسعتها الدنيا بضربات قاسية مرة واحدة ،فقد كانت الحياة وردية تحولت إلى سوداء شديدة القتامه، نفس الشخص الذى وهبها السعادة هو نفسه ...من اشقاها وقدم لها شراب الألم وأجبرها على شربه إلى آخر قطرة....
وعند الوصول للمستشفى كانت حالة أيمن قد ساءت وتم استقبال حالة أيمن ولكن الطبيب ألقى مفاجأه من العيار الثقيل ....

ماهى المفاجأة؟
كيف استقبل الجميع المفاجأة ؟
أين اختفى الأب والصديق والابن؟
كيف هرب الملثم؟
لماذا لم يربط الضابط حسام بين الملثم ووجود مخدرات فى بيت سعيدة؟
أسئلة حائرة كل هذا ما تحمله الحلقة الثامنة
انتظرونى و.....مشنة سعيدة.....
التفاعل مع القصة يثريها ويؤكد مدى احساسكم بسعيدة وأسرتها.....

إرسال تعليق

أحدث أقدم