السرد القصصي في القرآن الكريم للدكتورة ندى الرفاعي في ديوان( الأنبياء)_ الأهرام الاخبارية

كتب/ هشام شوقي 

 - ديوان الأنبياء، أو قصص الأنبياء، للدكتورة /ندى الرفاعي ،  هو ديوان يستلهم روافده الفكرية، من الثقافة الإسلامية الأصيلة ،من القرآن الكريم ،والسنة النبوية الشريفة ،  وقد شقت الشاعرة على نفسها ، بهذا الإبداع المتميز والفريد ، والرائد في ميدان الشعر العربي  بنظمها قصص الأنبياء شعرا ، وصعوبة هذه التجربة، تكمن في مضمونها، فالشاعرة اختارت قصص الأنبياء، لتكون ميداناً ، فكرياً لديوانها الشعري، وهي دائرة مقيدة، بالجانب المعرفي الوارد، عن قصص الأنبياء، في القرآن الكريم ،والسنة النبوية ، ولن يكون هناك اجتهاد، للشاعرة في شيء ،من القصص القرآني، عن الأنبياء ، ولم تشغل الشاعرة نفسها، بفكرة توظيف قصص الأنبياء، في الأمور السياسية، والإجتماعية، والوطنية، المعاصرة ،كما فعل بعض الشعراء ، من أجل إسقاطات شعرية على الواقع، مثل الشاعر/ بدر شاكر السياب في قصيدته عن سيدنا (أيوب ) عليه السلام.  وللشاعرة أسبابها الخاصة ،في ذلك،  وقد حافظت الشاعرة على قداسة سيرة الأنبياء، وتناولتها ناظمة للقصص القرآني في شكله المثالي والمقدس ، وتهدف الشاعرة من وراء الديوان ،إلى الإحتفاظ بالأهداف العليا، لقصص الأنبياء، من أخذ الحكمة، والعبرة ،والعظة، من انتصار الحق، على الباطل ، وأن القرآن كتاب الله المعجز من عند الله ، وفيها تثبيت للنبي محمد ،والشد من أزره في الشدائد ، و الصعوبات ، التي، واجهته ،في نشر الإسلام  ، وطمأنينة الرسول من الله، بأن الله لا يخذل أنبياءه، بل ينصرهم ، وفيها بيان، لقدرة وكمال الخالق، سبحانه ،وتعالى وأن إرادته فوق كل إراده ،وأمره نافذ   لا راد له ، سبحانه وتعالى ، وفيها بيان الصبر على البلاء  . 

  - وينقسم الديوان إلى استهلال بقصيدة { " هو الله رب العالمين ، جلَّ جلاله " وقصيدة " معلم الأنبياء جبريل عليه السلام " } وهو الجزء الأول من الديوان ثم الجزء الثاني وبه قصص الأنبياء ويشتمل على قصائد { آدم عليه السلام ، نوح عليه السلام ، هود عليه السلام ، صالح عليه السلام ، إبراهيم عليه السلام ، لوط عليه السلام ، إسماعيل عليه السلام ، يعقوب عليه السلام ، يوسف عليه السلام ، أيوب عليه السلام ، يونس عليه السلام ، شعيب عليه السلام ، موسى عليه السلام ، داوود عليه السلام ، سليمان عليه السلام ، زكريا ويحيى عليهما السلام ، عيسى عليه السلام ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

  - والقسم الثالث فيه قصائد عن { آباء و أمهات الأنبياء } { سيدتنا هاجر  ، سيدتنا مريم ، سيدنا عبدالله بن عبد المطلب ، سيدتنا آمنة } .

 وقد أضافت الشاعرة في الأعمال الكاملة القسم الرابع للديوان ( الخلفاء الراشدون ـ نسائم الرضوان ) .

أولاً : الاستهلال

     تحليل قصيدة " هو اللهُ ربُّ العالمين " ص11 من ديوان الأنبياء   كل ما خطر ببالك اللهُ غير ذلك ، فما هي الرؤية الشعرية ،التي تريد أن تطرحها الشاعرة الدكتورة  / ندى الرفاعي ، لتقربنا إلى الله بها،؟ وما مرجعـيتها،؟ وما الأسـلوبية الشعـرية،؟ التي طرحتها،؟ وعـالجـت بها القصيدة .؟

 - أوجزت الشاعرة في استهلال قصيدتها بتقدير أن الملك والملكوت للرحمن فما الفرق بين (الملك) و (الملكوت) ؟

 (المُلك : كل ما في الكون ملك لله  والملكوت هو عالم الغيب، وعالم الأمر 

 والملكوت : هو عزُّ الله وسلطانه، وعالم الغيب، المختص بالأروح والنفوس، والعجائب .

تقول الشاعرة /ندى الرفاعي 

 الملك   للرحمن  و  الملكوت           والأنبيا من خلقه الياقوت. 

 ـ لمَّا قضى  ربُّ الأنام  مشيئة            و أتى بسنة أمره اللاهوت

   ـ سجد الملائكة الكرامُ لخلقهِ            فأبى السجود مكابر طاغوت

   وفي البيت الثاني " لما قضي ربُّ الأنام " قضي رب الأنام أي قدَّر صُنعَهُ وأكملهُ " وأتى بسنة أمره اللاهوت ".

اللاهوت : عند اليونانيين هي كلمة يونانية تعني دراسة الله ،وهو فن لديهم حيث، يرغبون في معرفة ذات الله بشكل أفضل، وأعمق وقد قام العلماء باستغلال اللاهوت الفلسفي في تحليل النفس البشرية وفي فهم الديانة المسيحية عند الغرب .  

 -وتوظيف الشاعرة الدكتورة / ندى الرفاعي لكلمة " اللاهوت " يهدف إلي طرح القضية الإيمانية بكل أبعادها كما أن كلمة " اللاهوت " وكلمة " الناسوت " قامت الشاعرة بتوظيفهما في النص الشعري وهما ليستا عربيتين مما استدعى المعجم اليوناني والمعجم المسيحي مع المعجم القرآني وهذا يدل على سعة ثقافية الشاعرة وتبحرها في المسائل الدينية والأديان المقارنة و قيامها بتوظيف ما يخدم النص و فكرته .

- كما أن الشاعرة في النص تشير إلى قصة عصيان إبليس السجود، لآدم في الجنة، و طرده منها، وهو كان طاووس الملائكة، و تشير الشاعرة ،إلى قصة استخلاف الله لآدم في الأرض ونزوله من الجنة تقول الشاعرة الدكتورة / ندى الرفاعي 

 - سجد  الملائكة  الكرام  لخلقه،          فأبى السجود، مكابر طاغوتُ،

من  بعدُ  أُنزل  آدمُ ، لخلافةٍ           لا يعتريها، الظلم و الجبروتُ، لكنَّ بعض الخلق ضلَّ مسارهُ ، ظنَّاً بأنَّ   إلههُ منحوتُ .

-ومرجعية الشاعرة مرجعية قرآنية مستلهمة من قوله تعالي { وإذ قلنا للملائكةِ اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أَبَى  واستكبر وكان من الكافرين } سورة البقرة الآية(34  ) . وقال تعالى { قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نارٍ وخلقتهُ من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين } الأعراف الآيتان. 12 / 13 والسجود الذي طلبه اللهُ من إبليس لآدم ، ليس سجود عبادة وإنما سجود طاعة، وقد عصى إبليس طاعة ربّه مستكبرا ومعللاً ذلك ، بأن آدم مخلوق من طين وأنه مخلوق من نار ،وأن النار أفضل من الطين، فاستحق لعنة الله، وطرده من الجنة وخلوده في جهنم ،حين تقوم الساعة، وقصة عصيان، إبليس السجود، لآدم، نزلت في مواقع كثيرة من السور .

 - وتشير الشاعرة الدكتورة / ندى الرفاعي ، إلى نزول آدم من الجنة ، لكي يكون خليفة الله في الأرض قال اللهُ تعالى { و إذ قال ربّكَ للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } سورة البقرة آية 20 

 والحكمة من خلافة آدم في الأرض هي إعمارها وإقامة عبادة الله عليها وليس في ذلك ظلم، وجبروت من الله ، فالله خلق آدم ، لهذه الغاية، وجعل لديه، وذريته قدرة الإختيار، والتمييز بين الخير والشر ، وقد أمد الله آدم وذريته ،بالعقل للتمييز ، وبالأنبياء مرشدين، ومعلمين ، ووعد لله، من تكثر أعماله ،الحسنة عن سيئاته بالجنة ، ووعد من تغلب سيئاته، علي حسناته، بالنار ،و تشير الشاعرة الدكتورة  / ندى الرفاعي ، إلى عصيان ،بعض الخلق ،و عبادتهم للأوثان ، وفي السرد الشعري تتناول الشاعرة الأقوام البائدة، الذين عصوا أنبياءهم ،وحلت عليهم لعنة الله، وعقَابه وعن طغيان بني إسرائيل، وعن قصة جالوت، وطالوت ،والبشارة ، بالرسول محمد صلى الله عليه ،وآله ،وسلم ،ونلاحظ ، أن القصيدة عنوانها " الله رب العالمين جل جلاله " لم تخض الشاعرة في وصف أسماء الله الحسنى ، أو صفاته، أو إبداعه في الكون .

-اللغة الشعرية في النص، تمثل فيها اللغة القرآنية البطل ، كما كانت البطولة في الأفكار، لسيطرة النص الديني  المقدس ، على كل أفكار القصيدة، فنجد الألفاظ القرآنية :

   { المُلُك /للرحمن / الملكوت / الأنبياء / ربُّ الأنام / مشيئة / سُنَّة / سجد / الملائكة الكرام / أبى السجود / آدم / خلافة / الظلم / الجبروت / إلههُ / عبادة خلق/ هاروت / اللهُ /بنو إسرائيل / الإله / التابوت / اهبطوا / ذُلُّ / مسكنة / أحيا الله / أسباطهم / المليك / طالوت / جالوت / قال الإله / آية / أن يأتيكم التابوت / صوت / صلي عليه/ الله / أحمد / محمد / النبي / والآل / والصحب / تبوأوا / الكافر}  

-المعجم اللغوي قرآني ،تم توظيفه، في النص الشعري بدرجة امتياز ، وجاء هذا المعجم اللفظي من القرآن الكريم ،بدلالات قرآنية عظيمة، وقصص ،و أحداث تتجلى  فيها عظمة الخالق سبحانه وتعالى ، في كل شيء .

    ـ المشاعر و الأحاسيس في النص سيطرت على الشاعرة، المشاعر الدينية، من محبة شديدة، لله، ولكتابه العظيم القرآن ، ومحبة للأنبياء، وللصالحين ،كما سيطرت على الشاعرة مشاعر التقديس، والتعظيم لكتاب الله تعالى القرآن . 

 ـ أسلوبية الجملة الشعرية  إعتمدت الشاعرة على أسلوب السرد الشعري ليتواءم مع الأحداث القرآنية، لذا قلت الصور البلاغية، من تشبيهات وإستعارات وكنايات .

 ـ الموسيقى في النص ، سيطرت عليها الموسيقى الداخلية بين الكلمات متقاربة مخارج الحروف كما ظهر الجناس الناقص بين الكلمات مثل { طالوت / جالوت }    { لاهوت / ناسوت } كما كان التضاد بين بعض الكلمات محدثاً للجرس الموسيقي، كذلك وحدة القافية، فقد جاءت القافية على التاء المضمومة وهي قافية مطلقة غير مقيدة وهي تاء مفتوحة من أصل بنية الكلمة تختلف عن تاء التأنيث وتاء الفاعل والتاء المربوطة ، والطاء والدال والتاء حروف تشترك في بعض الصفات الصوتية ، والتاء حرف مهموس شديد، ومخرجه طرف اللسان و أصول الثنايا العُليا، و الطاء والدال والتاء حروف تخرج من جهاز النطق من مكان واحد .

- و قصيدة الشاعرة الدكتورة / ندى الرفاعي قصيدة تائية لأن حرف الروي فيها هو حرف التاء .

- موسيقي العروض الشعري في النص ، جاءت القصيدة على بحر الكامل" متفاعل" في صورته التامة ،أي ثلاث تفعيلات في كل شطر شعري، والتفعيلة الأخيرة ( مُتْفَاعِلْ) وفيها من الزحافات الإضمار ،أي تسكين الحرف الثاني المتحرك وفيها( قطع) والقطع في علم العروض هو حذف الحرف السابع وتسكين الحرف السادس الذي قبله فتصير متفاعلن إلى  متفاعلْ " . 

  - قصيدة " مُعَلّمُ الأنبياء جبريلُ عليه السلام " ص 13 تُصَدرُ الشاعرة         الأستاذة / ندى الرفاعي ، القصيدة بقول اللهِ تعالى { نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين } الآيات 193/194/195 من سورة الشعراء والتصدير بالقرآن أو التذييل بالقرآن في هوامش النصوص إشارة من الشاعرة إلى المرجعية القرآنية للنص الأدبي في هذه الجزئية أو تلك ،وهي إشارات جداً قليلة إذا ربطنا العمل الأدبي نفسه ،بها خرج مظلوماً لأنه بتحليل النصوص الشعرية للشاعرة تتوالد من البنية الشعرية دلالات وإشارات إلى، الآيات القرآنية تفوق التي ذكرتها الشاعرة في التصدير أو التذييل عشرات المرات والعمدة في المعنى وعمود السارية في أفكار ديوان الأنبياء هو النص القرآني العظيم ، في الأبيات الثلاثة الأولى من النص تبين الشاعرة مهمة جبريل وهي نقل أمانة القرآن من السماء إلى النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم وتشير إلى أجنحة هذا الملاك العظيمة التي تكاد تسد الأفق إلىا أن نزل للرسول محمد صلى الله عليه و آله وسلم أول مرة في الغار وهو يتعبد بأوئل سورة العلق { اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الأنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ... } سورة العلق من 1 ـ 19

   وقد استخدمت الشاعرة في الأبيات الثلاثة الأولي الإجمال والتفصيل معاً فقالت في الإجمال " جبريل جاء بحكم التنزيل " ثم استخدمت أسلوب التفصيل بعد ذلك في مواطن كثيرة من النص مثل :

" في الغار قال اقرأ ببدء نزول "

" ولقد رآه عند سدرة منتهي "

" هم قوم لوط أهلكوا بوبيل "

" ومبشراً عيسى بمقدم أحمد "

" يهديك ربُّكَ ذو الجلال سلامهُ " 

    وتشير الشاعرة إلى فترة انقطاع الوحي ، عن النبي، بعد نزول جبريل عليه في غار حراء بقولها : ـ وتأخر الملك الكريم لفترة ،واشتاق قلب نبينا الموصول، واختلف علماء السيرة ،في فترة انقطاع جبريل عليه السلام، عن النبي بعد نزوله في الغار في اللقاء الأول في غار حراء فبعضهم قال: كانت أياماً وبعضهم قال: كانت ستة أشهر وقيل :إنها كانت سنة وقيل: إن الأقرب للصواب هو رأي سيدنا عبدالله بن عباس الذي قال إن مدة انقطاع الوحي كانت أربعين يوماً ومما ورد في الصحيحين البخاري ومسلم حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن فترة انقطاع الوحي و عودته قال { بينما أنا أمشي إذ سمعتُ صوتاً من السماء ، فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس علي كرسي بين السماء والأرض فرعبتُ منهُ فرجعتُ فقلتُ " زَملوني زَملوني " فأنزل الله تعالي  " يا أيها المدثر إلى قوله تعالي " " والرجز فاهجر " فحمي الوحي وتتابع . 

 -ثم تتحدث الشاعرة عن بشارة جبريل للسيدة مريم أن المسيح مبشراً بالنبوة وبشارة الله لسيدنا إبراهيم بمولد إسحاق عليه السلام بعد إسماعيل عليه السلام بأربعة عشر عاماً وتروي كتب التفاسير أن الملائكة { جبريل / وميكائيل / وإسرافيل} ذهبوا ليقيموا الحجة على قوم لوط و هم بطريقهم مرورا على إبراهيم عليه السلام في قومه فأكرمهم و قدَّم لهم عجلاً مشوياً فلم يأكلوا منه فخاف منهم فقالوا نحن الملائكة لا نأكل الطعام و إنَّا نبشرك بإسحاق وكان سيدنا إبراهيم عجوزاً وكانت إمرأته عاقر أي لا تلد ، وُلد إسحاق ولأبية مائة عام وكان عمر أمه سارة حين بُشرت به تسعين عاماً قال تعالى { وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين } .

 -وتتحدث الشاعرة عن نزول جبريل للنبي صلى اللهُ عليه وآله وسلم في صورة " دحية الكلبي " في قولها 

وأتي يعلم صحَبهُ ويدلُّهمْ وكدحية الكلبي حال مثول

 ، و دحية الكلبي هو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي 592م ـ 670م وهو صحابي جليل ومن السابقين الأولين إلى الإسلام شهد غزوة أحد وما تلاها من غزوات وكان تاجراً غنياً يضرب به المثل في حسن الصورة وهو سفير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعثه برسالة إلى القيصر ملك الإمبراطورية الرومانية "هرقل " وشهد العديد من المعارك وكان قائداً عظيماً ونزل دمشق و سكن المِزَّة   وعاش إلى خلافة معاوية { كتاب الإصابة 3/381ـ 383} وليس جبريل عليه السلام يحل في شخص دحية الكلبي ويأكل ويشرب كما يفهم الناس ولكن كان يتراءى للنبي في صورة دحية الكلبي كما أكد ذلك حديث أسامة بن زيد { أن جبريل عليه السلام أتي النبي صلى اللهُ عليه وآله وسلم وعنده أُمُّ سَلَمة فجعل يحدث ثم قام فقال النبي لاُمّ سلمة من هذا قالت هذا دحية قال فقالت أم سلمة ايمُ الله ما حسبته إلا إياه حتي سمعتُ خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يُخْبُر عنه أنه جبريل } رواه البخاري ومسلم .

   وفي تفسير الحديث قالوا ليس المقصود أن جبريل يتلبسُ بجسم دحية الكلبي ولكن يتراءي للناس في صورة رجل يشبه دحية الكلبي .

    وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : { وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صورة دحية } رواه الإمام أحمد  ولماذا أتى جبريل في صورة رجل يشبه دحية الكلبي :

    وقد روي أن الرسول لم ير جبريل على هيئته إلا مرتين فقط وأنه له ستمائة جناح تسد ما بين السماء والأرض روى النسائي : ( رأى محمد صلَّى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح قد سدَّ الأفق ) وفي رواية أخري كل جناح قد سد الأفق يسقط من جناحه التهاويل أي الأشياء مختلفة الألوان من الدرر و الياقوت وقد وصف الله جبريل في القرآن في سورة التكوير الآيات 21 قال الله تعالى { إنه لقول رسول كريم ذي قوةٍ عند ذي العرشِ مكين مطاع ثم أمين } ومن الناحية الفنية في الشعر برعت الشاعرة الأستاذة / ندي الرفاعي في استخدام أداة التشبيه {الكاف} في قولها " وكدحية الكلبي حال مثول"  وفي فنيات النص الشعرية اعتمد النص على تداعي الأفكار المستوحاة من القرآن الكريم وهي ثقافة الشاعرة ومرجعها الأول وقامت الشاعرة بالرصد المتتابع للحوادث عن سيدنا جبريل عليه السلام أشارت إلي أشياء هامة عنه وأهمها أنه حامل رسالة السماء إلى الأرض وأمين الوحي .

  و قامت الشاعرة بتركيب جزئيات مختلفة الأحداث مثل موقف جبريل ودوره في تبليغ القرآن للرسول محمد ، وانقطاع الوحي ، وقصة ورقة بن نوفل وناموس موسى ، وقصة قوم لوط وأخبار جبريل لمريم عليها السلام بمولد سيدنا عيسى وثبوته وبشارة الملائكة لسيدنا إبراهيم بمولد سيدنا إسحاق وبشارة سيدنا عيسى بنبوة سيدنا محمد هذا فيما يخص الجوانب الفكرية وتحليلها وهي تخضع للمرجعية القرآنية . 

أمَّا الجانب اللغوي فكان مستمد من لغة القرآن الكريم كما يلي { جبريل / محكم التنزيل / التبتيل / السماء / الغار / أقرأْ / موسى / فرائض / سدرة المنتهى / الوحي / أمرُ الله / التنكيل / رب العرش / بشر عبده أحمداً / مبشراً / عيسى / الآية الكبرى إسحاق / لوط / صلى عليك الله } 

    المعجم القرآني هو المسيطر علي أسلوبية النص الشعري وجاءت الصور البلاغية قليلة لاعتماد الشاعرة على السرد الشعري في الأبيات وليس الوصف الشعري الوصف الشعري تتوالد عنه الصور البلاغية من تشبيهات ، وإستعارات، وكنايات، أو ما يُسمى بعلم البيان ، أمَّا السرد الشعري جاء مهتماً، بالأحداث والتفاصيل المستوحاة، من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، وهما المرجعيتان، الرئيسيتان للشاعرة في ديوان الأنبياء وقد لجأت الشاعرة لاستخدام الضرورات الشعرية مثل حذف الهمزة في الاسم الممدود { الأنبياء / الأنبيا ـ والسماء / السما } كما صرفت ونونت الاسم الممنوع من الصرف { مريم / مريماً } كما أن الفعل المضارع المتحرك حذفت العلامة الإعرابية للوزن الشعري { يسألْ }  والجوانب الموسيقية والإيقاعية في النص .

   جاء النص على وزن بحر الكامل وتفعيلته الأخيرة مقطوعة أي محذوفة السابع الساكن وتحريك السادس المتحرك على هذه الصورة مع دخولها زحاف الإضمار وهو تسكين الحرف الثاني المتحرك وتفعيلته 

متفاعلن متفاعلن متفاعلن         متفاعلن متفاعلن مُتْفَاعِلْ

والقصيدة رويها اللام المطلقة أي المتحركة فهي قصيدة { لامية } اتسمت القصيدة بالجرس الموسيقى المتوالد من وحدة القافية تقول الشاعرة الأستاذة / ندى الرفاعي 

و  تأخر   الملكُ   الكريم    لفترة           واشتاق قلب  نبينا  الموصلِ

ناموس موسى   قد  أتاه معلماً           لفرائض،   وفضائل ،  وأصول ِ

و لقد  رآهُ  عند  سدرة   منتهي           الآية    الكبرى    بغير  مثيلِ

و موكلٌ  بالوحي حاجب   عرشه           ذو مِرَّةٍ في الخلق و التفصيلِ

رفع    المدائن   للسماء   بقوةٍ           إذ   جاء  أمر   الله   بالتنكيلِ

قلب المدائن فوق رأس فحولها           هُمْ  قوم   لوط  أهلكوا  بوبيلِ

وأمينُ  وحي  اللهِ  أخبرَ مريماً            أنَّ   المسيح   بشارة   لسبيلِ 

وكذاك ربُّ العرش  بشر عبده            إسحاق   كان   بشارة   لخليلِ

و مبشراً عيسى  بمقدم  أحمد             فهو  السفير  بمنهج   مأمولِ 

و أتي  يعلم  صحبه   ويدلهم              و كدحية  الكلبي  حال   مثولِ 

يسألْ  ليعطي الرد دون ترددٍ               ليعرف  الإسلام   كل   سؤولِ 

ثانياً : قصص الأنبياء 

    قصيدة " سيدنا آدم عليه السلام" للأستاذة / ندى الرفاعي ، تستكمل الشاعرة الأستاذة / ندى الرفاعي ، ما تحدثت فيه ،عن سيدنا آدم، أبو البشر وتحدثت ، عنه في قصيدة { هو الله رب العالمين } من أن الله خلقه من تراب  واستخلفه،  في عمارة الأرض وتضيف في الأبيات الأولي طبيعة المادة الترابية ، التي خلق اللهُ منها سيدنا آدم ، كما ورد في القرآن وهي " تربة الصلصال "  .

 وقصة خلق آدم عليه السلام، روى الطبري أن رويات عديدة عن خلق آدم منها أنه خلق من أديم الأرض لذا سُمي آدم كما روي ذلك عن الإمام علي كرم الله وجهه، وخلق الله من ذريته الصالح والطالح أما ما ورد في البخاري عن خلق سيدنا آدم من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى اللهُ عليه و آله وسلم { خَلَقَ اللهُ آدمَ وطوله ستون ذراعاً ثم قال اذهب فسلم على أولئك الملائكة فاستمع ما يُحَييُّونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا : السلام عليكم ورحمة الله فكل ما يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتي الآن . رواه البخاري .

 وآيات خلق آدم في القرآن منها :

الآيات من 30 ـ 37 من سورة البقرة 

والآيات 33ـ 34ـ59 من سورة آل عمران

والآيات 11ـ 27 من سورة الأعراف 

والآيات 61 ـ 65ـ 70 من سورة الإسراء

والأية 50 من سورة الكهف

والآيات 115 ـ 124 من سورة طه 

من أراد مزيدا من المعلومات يراجع الآيات السابقة في المصحف الشريف 

 -و أجمل شرح وتحليل عن قصة سيدنا آدم هو الاستشهاد ببعض آيات القرآن الكريم فلا يوجد أدق منها في وصف سيدنا آدم قال الله تعالي : ولقد خلقناكم ثم صوَّرناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ،قال ما منعك ألا تسجد إذْ أمُرتك ، قال أنا خير منهُ خلقتني من نار وخلقتهُ من طين ، قال فاهبط منها فما يكون لك أنْ تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ، قال انظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك من المنظرين قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ، قال أخرج منها مذموماً مدحوراً لمَنْ تبعك منهم ، لأملأنَّ جهنَّم منكم أجمعين ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وُوري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكون ملكين أو تكونا من الخالدين      وقاسمهما ، إني لكم لمن الناصحين ، فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و ناداهما ربُّهما ألم أنهكما عن تكلما الشجرة و أمُلْ لكم إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربَّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونَنَّ من الخاسرين ، قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون         يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباسُ التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يتذكرون يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ، ينزع عنهما لباسهما ليُريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيلُهُ من حيث لا ترونهم إنَّا جعلنا الشياطين أولياءَ للذين لا يؤمنون } سورة الأعراف 11 ـ 27 

    و الأسلوب القرآني في عرض قصص الأنبياء معجز و أبلغ من قول المفسرين   و الفصحاء والشعراء وهو الحجة والمرجعية في هذا الأمر خصوصاً أن الشاعرة لم تقم بتوظيف قصص الأنبياء على الأحداث السياسية والإجتماعية كما يفعل بعض الشعراء مع التناص القرآني ولكنها تتغني شعراً بقصص الأنبياء في صورتها التراثية المثالية كما وردت في القرآن الكريم تقول الشاعرة الأستاذة / ندى الرفاعي في قصيدة سيدنا آدم عليه السلام . 

آدم     أبو   الإنسان    كان     نبَّيا  عهدا   من  الأزمان صار طويَّا

إذْ  قال  ربكَ  "كُنْ"  فكان  بلحظةِ            من تربة الصلصال صار سويا

وخليفة    الله      المكرم     عنده           عن سائر الأجناس صار  صَفيَّا

من  مجمل  الأعراق  شاء   إلهنا             لإرادة أن   يجتبيه وحيَّا

و لأجل  ربّ  العرش   منذ  خليفة سجد   الملائكة  الكرام   جثيَّا

في جنةالفردوس  عاش  منعماً            يؤتي  عطاءً    يانعاً   و  جنيَّا

حتي تعرض للوساوس و الهوى           ولضعف   حالته  وكان    نسيَّا 

هي محنة الإنسان في هذي الترفا يبغي   خلوداً دائماً    وهنيَّا في القُرب كان سرورهْ في البعد  كان   مكوثه   متحسراً    وبكيَّا بهبوطه   من جنة   بغراسها              ما  كان  مطروحاً  ولا  مزريَّا

ولأحسن التقويم     ثم    لعودة          يسعي  حثيثاً   دانياً  و   مضيَّا

هي  رحلةٌ  في  عالم  فإن  انزوي        عن جوهر المخلوق بات شقيَّا

بعبادة الرحمن    لبّ   سعادة          فاهنأ وحاذر أن تعيش  عصيَّا

خلق    الإلهُ    جموعنا   لعبادة           طوبى لمن عاش الحياة رَضيَّا

معني   العبادة   طاعة    بمحبة           فاز  الذي  أوفي  وعاش نقيَّا

فتبارك   الله  الذي  خلق  الحياة   بقدرة   كان   العظيم    عليَّا وننزه  الرحمن  عن قول السوى          سبح   إلهك   بكرة   و عشيَّا

صلى الإلهُ على النبي المصطفى         من  قبل  آدم  مرسلاً  و  نبيَّا 

و الآل  والصحب الكرام ومن تلا          ومع   السلام   معطراً  ونديَّا  

- وتحليل النص من الناحية اللغوية اعتمدت الشاعرة على المعجم القرآني الفصيح في سردها الشعري لقصة سيدنا آدم مثل { آدم / الإنسان / نبي إذ قال ربُّكَ / كُنْ/ الصلصالِ / سوَّيا / صفيَّا / يجتبيه / وحيَّا / رب العرش / جنة الفردوس / مسجد الملائكة / تعرض للوساوس / نسيَّا / جنة بفراسها / بعبادة الرحمن / خلق الإله / بعبادة الرحمن / طوبى / تبارك اللهُ / خلق الحياة / آدم مرسلاً ونبيا / صلى الإلهُ على النبي / المصطفى / والآل والصحب الكرام مع السلام }

    أمَّا الخيال الشعري فجاء قليلاً وقلت معه فنون علم البيان لاعتماد الشاعرة على السرد الشعري و ما يتبعه من أسلوبية شعرية في بناء الجملة ونمائها مرتكزة على التداعي الحرفي الإستلهام من القرآن الكريم وما يتسم به أسلوبه من الإعجاز اللغوي والمعنوي أيضاً .

    استخدمت الشاعرة أسلوب التضاد الذي يبرز المعني و يوضحهُ ويجذب انتباه السامع في قولها { في القرب كان سروره في البعد كان مكوثه }

    كما استخدمت الشاعرة الجملة الشعرية التقريرية

مثل آدم أبو الإنسان وإذ قال ربك كن

وخليفة الله المكرم عنده  ـــــ سجد الملائكة الكرام

في جنة الفردوس عاش منعماً هي محنة الإنسان

في هذي الدُّنا خلق الإلهُ جموعنا لعبادة 

طوبي لَمنْ عاش الحياة رضيا معني العبادة

طاعة بمحبة فاز الذي أو فى وعاش نقيَّا

- كما استخدمت الشاعرة الجملة الإنشائية الدعائية في قولها " فتبارك الله الذي خلق الحياة "  " سبحْ إلهك بكرة وعشيَّا " " صلى الإلهُ على النبي المصطفى "

    والقافية هي حرف الياء المطلقة وعلى موسيقى بحر الكامل بصورته التامة المقطوعة غير المقبوضة وهي : 

       متفاعلن متفاعلن متفاعلن       متفاعلن متفاعلن مُتَفَاعِلْ

     

" قصة سيدنا نوح عليه السلام "

    قصة سيدنا نوح من القرآن الكريم و أثرها في الشعر ، توجد سورة في القرآن الكريم تُسمى سورة " نوح " تحكي ما دار بينه وبين قومه وجاء الحديث عن قصة سيدنا نوح في أماكن متعددة من بعض سور القرآن الكريم وبأساليب متنوعة من هذه السور { الأعراف ويونس والمؤمنون والشعراء والعنكبوت والصافات والقمر و الأنبياء و الفرقان و الذاريات } 

    أرسل الله سيدنا نوحاً إلى قومه وهو في سن الأربعين وظل يدعو قومه لعبادة الله والبعد عن عبادة الأوثان مدة قدرها { ألف سنة إلا خمسين عاماً } وعاش بعد نزوله من السفينة ونجاته هو ومن عليها مدة ستين سنة والقصة فيها دروس مستفادة مثل الصبر في تبليغ الدعوة إلي الله واهتمام نبي الله نوح بمن آمن بالله   و أن درجة القرابة مع الكفر بالله لا تعصم المرء كما حدث مع ابن نوح وغرقه مع القوم الذين رفضوا عبادة الله وقابلوا نوحاً ودعوته ومن اتبعه بالسخرية والإستهزاء ، وعمل نوح بالأسباب في صنع السفينة لينجو هو و من اتبعه من الغرق دعاء نوح علي قومه الكفار المستهزئين بالمؤمنين واستجابه الله لدعائه قال تعالي : " وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديَّاراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفَّارا ربَّ اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا} سورة نوح 26 /27 / 28

 وابن نوح عليه السلام غرق مع الغارقين وما نفعت شفاعة نوح له لكفر الإبن وإصداره على الكفر وعندما يطلب له نوح الشفاعة يقول له الله { قال يا نوح إنَّهُ ليس من أهلك إنه عملٌ غيرُ صالح فلا تسألنَّ ما ليس لك به علم }  46                  هود ، ونلاحظ المشهد الذي يصوره القرآن بين نوح وولده وغرق السفينة ونجاة نوح والمؤمنين { ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بُني اركب معنا ولا تكن من الكافرين . قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء . قال لا عاصم اليوم من أمر اللهِ إلا من رَحِمَ .وحال بينهما الموجُ فكان من المغرقين . وقيل يا أرض ابلعي ماءك  ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين و نادى نوح ربَّه فقال رب إن ابني من أهلي و إن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين . قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألنَّ ما ليس لك بهِ علمٌ إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علمٌ والإ تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين . قيل يا نوح اهبط بسلام منَّا و بركات عليك وعلى أُممٍ ممن معك و أمم سنمتعهم ثم يمسهُمْ منَّا عذاب أليم } سورة هود 42 ـ48 .

- والله تعالي جعل غرق قوم نوح عبرة وعظة وآية للأمم فقد وصلوا بالإستهزاء بنبي الله نوح أن يستجير بربه ويعلن هزيمة الدعوة ودعا الله بالنصرة له والإنتقام منهم  { فدعا ربَّهُ أني مغلوبٌ فانتصر . ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر . و فجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر . و حملناهُ على ذات ألواحٍ و دُسر . تجري بأعيننا جزاء لمن كان كٌفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر فكيف كان عذابي ونذر } سورة القمر 9 / 16 

- حتي أن زوجة نوح كانت خائنة بالكفر فكانت من الغارقين أي فقد ولده وزوجته قال تعالى  { ضرب اللهُ مثلاً للذين كفروا امرأة نوحٍ و امرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما فلم يُغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين } التحريم 10 .

{ قصة سيدنا نوح شعراً للأستاذة / ندي الرفاعي }

" سيدنا نوح عليه السلام "

نوحٌ   دعا   قوماً    لينشر    دينه          لتجارة  الأخرى  لخير  ضمينهْ

ليلاً   نهاراً  في   جميع   شؤونهم          لكنهم  رفضوا  بكل  ضغينةْ

ما كنتُ  أملك  من  خزائن  خالقي          شيئاً وما أجرأ أريد   ثمينهْ

"قالوا  لئن  لم تنته"  عن  دعوةٍ          فالرجمُ حقك من جموع  مدينة

إنْ   هُمْ   أراذلنا   الذين  فتنتهم          مكراً  وما  كانت  لديك  قرينةْ

يا   نوح   قــد   جادلتنا   فلتأتنا           بالوعد  دون   روّيةٍ  و سكينةْ

كفروا   بكل   و قاحة   و صفاقةٍ          والله  يسمع   بوحه  و    أنينه

حتى  إذا  ما  استنفدوا  إمهالهم          أوحى الإلهُ إليه صنع   سفينة

و أحمل على الفلك الخلائق كلها ذكرا   ليحفظ   نسلَهُ   و  ظعينةْ

فتحت بماء والتقت بعيون  ماءٍ   في  الثرى صبَّاً  عقاب  رعونة

تجري بهم والموج بينهما  هنا لو  كان  ينفع   حينذاك   بنونه

قد  كذبوه  فأغرقوا    بذنوبهم. 

--- 

الهامش ( المصادر والمراجع  ) 

١- ديوان( الأنبياء) للشاعرة /ندى الرفاعي  

٢- قصص (الأنبياء) . لابن كثير القرشي 

٣- تفسير (القرآن) الكريم  . لابن كثير القرشي .

٤- صحيح البخاري . لمحمد بن إسماعيل البخاري

إرسال تعليق

أحدث أقدم