د.رانيا الوردى
أستاذ مساعد الأدب الألماني-تربيه عين شمس
رئيس منتدى الحوار العربى الأوروبى بإتحاد الكتاب والمثقفين العرب بباريس
عضو مجلس إدارة جمعية الكاتب الممساوى الثائر يورا صويفر بفيينا منذ ٢٠١١ وحتى الأن
عضو الهيئة الإستشارية العلمية بهيئة إنست الدولية بفيينا الدعمة للخوار الثقافى القومى والعابر للقومية منذ ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩ وعضو محلس إدارتها منذ ٢٠١٩
عضو هيئة تحرير مجلة ترانس للعلوم الثقافية بفيينا منذ ٢٠١١ وحتى الآن
المتأمل لأدب الدول الناطقة بالألمانية فى مراحل ما قبل الطفرات الاقتصاديه والتحولات السياسيه يتضح لديه كيف أبرز أدباء هذه المرحله الدور المحورى للشباب فى إعادة بناء المجتمع:
ففى مسرحيه "التحول" للكاتب الألماني والسياسى الثائر ارنست تولر أوضح تولر دور الشباب فى القيام بثورات تربويه تعليميه يستطيعون من خلالها تحريك المشاعر الإنسانيه والقدرات الفكريه لدى أفراد المجتمع والتى تم قتلها داخل الإنسان بفعل الفكر الرأسمالي المتوحش.
وفى مسرحيه "حكايه واعظ" للكاتب الألماني ارش كستنر أوضح كستنر الدور القيادى للشباب فى إعادة بناء السياسه والصناعه والتجاره التى أفشلتها أجيال الاباء. وأكد كستنر من خلال مسرحيته على الدور المحورى للشباب فى إعادة البناء من خلال قيامهم باتفاقيات دوليه ومن خلال اختيارهم التطوعى لتقليل الربحيه الخاصه ومن خلال الإستخدام العقلاني للنظام الرأسمالي والتكنولوجيا ومن خلال زياده الأعمال التطوعية المجتمعيه ومن خلال التعمق الثقافى فى عمليات التربيه والتعليم.
فى حين ركز تولر وكيستنر على الدور القيادى للشباب فى احداث الثورات التربويه التعليميه بل والثورات الثقافيه، ركز الكاتب النمساوى يورا صويفر على دور الشباب فى احداث ثورات صناعيه مرتكزه على ثوره علميه وأخرى تكنولوجيه تحمى مجتمع ما قبل الطفرات الاقتصاديه والتحولات السياسيه من الانهيار ومن الفقر والجوع.
ويبقى الشباب فى أدب الدول الناطقة بالألمانية فى مرحله ما قبل الطفرات الاقتصاديه والتحولات السياسيه الدعامه الرئيسيه فى تحريك المجتمع فى طريق إعادة البناء ولاسيما بناء الدوله المدنيه الحديثه.
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل سيتعلم الشباب المصرى والعربى من الحقائق التاريخيه الوارد فى الأدب الثورى لدول مرت بظروف مشابهه بالظروف التى تمر بها مصر وبعض أقطار الوطن العربى؟ سيظل السؤال مفتوحا تاركا الاجابه لدى الشباب المصرى والعربى ليحدد بأفعاله مفهوم الثوره التى تعيد بناء إنسان وتعيد بناء مجتمع.