اليوم الأخير واليوم الأول



بقلم د. رضا الزاوي




انه اليوم الأخير في فترة الانتداب التي دامت ست سنوات كاملة.. لم يخفق قلبي كما خفق ذاك اليوم.. وكأن القدر يقول لي هذه مكافاة نهاية الفترة وحسن الصبر على متاعبها.. 

امرأة خطفت الروح قبل العين.. نظراتها العادية كانت كالشعلة التي تضيء نفقاً مظلماً.. في الواقع لم تكن مجرد شعلة.. كانت وميضاً وهاجاً.. جرساً اضطربت لقرعه الحواس قبل المسامع.. يا لروعة القدر..


كانت الكلمات قليلة كما كانت النظرات خاطفة.. كل شيء كان سريعاً.. لكن التأثر كان عميقاً وممتداً.. وكأنه احد توابع الانفجار العظيم الذي غير شكل الكون بداخلي..

لا أؤمن بالصدفة.. فكل شيء بدا وكأنه مرتب، زمنياً ونفسياً.. بل وحتى عاطفياً..


لم أعتقد يوماً أن يُسرق قلبي عن طيب خاطر كما فعلت هي.. يالكِ من امرأة محتالة في ثوب البراءة.. لسانها يقول لم أفعل شيئاً.. ولسان حالي يرد قد فعلتِ الكثير.. حتى بدا لي انني طفلا  رغم طول باعي وكبر سني..

ولا أملك الا ان اردد قول الشاعر:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى.. فصادف قلباً خالياً فتمكنا

إرسال تعليق

أحدث أقدم