أمل مصطفى تكتب : كنز ولكن داخلك

 



لا أحد يعرف عن حياته أو عن الحياة بشكل عام ، كيف ستكون؟ لأن كل شىء متغير وغير متوقع …العالم يتطّور بناء على التغييرات التي تحدث من خلال كل فرد وكل شيء حيّ! فهناك صعوبة في تخمين ماقدّ يحدث في الغد !

او تحقيق امنية او حلم او حتى الوصول الى هدف تخطط له ..

فإذا كنت تعيش فقط ومعتمد على المعرفة الإنسانية، ووفقا لمبادئ معينة ومعايير تقليدية، اذا انت مازلت تعيش في الماضي ولن تعرف الجمال أو السعادة الحقيقيةفى تطوير النفس والذات مع المتغيرات والتطورات التى تحدث من حولك..

واذا لم تشعر بإحساس الحرج من إفعالك وفشلك فرحلة المعرفة الذاتيّة الحقيقية لم تبدأ بعد لان عندها لا تميز النفس بين الفعل الصحيح والفعل الخطأ وكذلك الاحراج من الفشل الذى يولد مراجعة النفس لتصحيح المسار عند يقظة الضمير والذات هنا يكون تقبل كل اخفاق وتغيره للافضل !

فيجب ان يكون عندك الإستعداد بأن تفشل لانّك اذا كنت خائف من الفشل من المؤكد انّك لن تستطيع ان تصل لشيء بعيد فكل طريق فيه الفشل والنجاح جناحى الحياة للوصول لكل ما تتمناه … ويجب ان يكون عندك الشجاعة لتواجه الخوف لإستخراج الكنز الذي في داخلك الذي لم يولد بعد!

والذي لم يولد بعد تلك الطاقة والقدرة الكامنة فى النفس هو منبع كل الإمكانات الابداعيّة !

وعليك ان تكتشف هذا الشيء بنفسك شخصياً ، لانّ الذات هي التي تعرف نفسها وحالاتها من الداخل ليس من الخارج!

لا أحد يقدر أن يبنيلك الجسور لكي تعبر ، انت لوحدك عليك ان تعبر نهر الحياة ، نيتشه يقول،

قد يكون هناك عدد لايحصى من المسارات والجسور الاخرى لكن هناك مسار واحد غير ممكن أن يمشي اليه أي إنسان إلا انت. 

لانه طريقك ومسارك ورسالتك التى خلقت من اجلها.. 

الى أين سيؤدي هذا المسار او الطريق ؟ لاتسأل فقط امشي .. وكل ماعانيت وكان فيه صعوبات ، كلما تعمّقت شخصيتك وتعمّق فهمك ، بهذا النوع من الشخصيّة وهذا العمق والتّبصر تستطيع إختراق أسرار الحياة ..

القوة البشرية تشبه في خفاءها وبروزها ، قوى الارض والطبيعة كلها ،كل القوى تظّل كامنة وساكنة مالم تجد من يعمل على إظهارها وبعثها الى الخارج!

الأبواب الكبيرة في الحياة مفتوحة ولايوجد من يحرسها ، ولكن نحن مصرّون على العبور من الابواب الصغيرة المحصنّة بكل انواع الحراسة ..( الماضي ، التقاليد، الخوف، نظرة الآخرين ، إنتماء الآخر ، الحزب ) أبواب لايسمح منها إدخال أدواتك التي تعتمد عليها، فأنت مضطر أن ترجع لنفس الابواب، وستلام لأنك دخلت منها وخرجت منها وعدت منها..! 

إبتعد عن الابواب التي فيها حقائق جاهزة أونظريات جاهزة ، نحن مصابون بموهبة التنظير.

من السهل صياغة نظرية لكن من الصعب إكتشاف ظاهرة، إكتشاف الاستثناء التي تبحث عنّه في الآخرين وتحلم انّك ستكون مثلهم  

كل شخص يعتقد أنه استثنائي هو شخص عادي مثلك ، لكنّه قرر أن يضغط على المناطق التي بداخله وهي التي سمحت له أن يكون إستثناء ..

لا تنتظر إذن من أحد انّ يخرج السحر الذي في داخلك ،لأنه هو من رأى أمامه الخوف ولكنه قرر أن يكمّل وعاش الخوف واحتضنه وتقبله وتصالح معه..لانّه أيضا رأى الضوء والخلاص بآخر الطريق، وإستعمل كل ماعنده من قوّة وإبداع وخيال ليصل الى هناك… وقرر أن يسمع للصوت الذي يناديه من الداخل وسمح له أن يفعل أشياء لن يستطع الآخرون فعلها، وسمح له أن يرى أشياء لن يستطع الآخرون رؤيتها ، ويذكره انه مالم يكن صعبا على فلان، هو ايضا غير صعب عليّ ، مالم يكن مستحيل على اعظم شخص اريد ان اكون مثله ، هو ليس مستحيل عليّ !

الصوت الذي يريد أن تكرر وراءه.. نعم أنا قوّي ، نعم انا عندي كل الثقة ، نعم استطيع !

هذا الصوت الذي في داخلك دائما يذكرك

انك مهما كنت تعتقد أن طريق اهدافك التي أمامك بعيدة المنال … هي اقرب مما تتخيّل

إرسال تعليق

أحدث أقدم