زمن الحب الضائع بقلم الأديبة : هدى حجاجي

 

 


على أوراق الألم ... ثمة نجمةٌ بعيدة في السماء ترسل وميضها في الفراغ الخالي . كما تمنيت ذات مرة .. ثم هطل العشق مرة واحدة .. قولي ولو كلمة واحدة يا قلبي ثم ... ثمة طوفان ينتظرني، ينتظرنا ثلاثة أعوام مرت عليه وهو لم يتزوج بعد ..مشاكل مع أهلها بسبب الخطبة التي طالت، لم يحصل على الماجستير ..حالة غريبة انتابته منذ رحلت عنه ...كل أوراقه تذكره بها ..كل أشعاره التي كتبها عنها ...كل ركن في منزله . منذ عدة أشهر ذهب إلي منزلها وطرق الباب .. لم يتلق ردا ...أخبره الجيران أن لا أحد يسكن هذه الشقة منذ إلقاء القبض على صاحبها منذ ثلاثة أعوام . لقد توفي الرجل في محبسه.. ولم يظهر أحد من ذويه، وتمزقه الأفكار وعذاب الضمير: أين ذهبت يومها إذن ؟

استطالت لحيته وزاغت عيناه ...أحرق من التبغ ما لم يحرقه طيلة حياته دون جدوى ...لا تفارقه الكوابيس .. بحث عنها في كل مكان سأل عنها في المستشفيات ودور الرعاية لقد اختفت تماماً واختفى معها شعوره بالثقة في نفسه ...هنا يسمع صوتها الخفيض ..هناك يرى طرف ثوبها المنزلي الزاحف على الأرض . لقد فقد توازنه النفسي .. بدأ يشعر بالكآبة واليأس معاً، الموت يأتي إلى الناس دون التقيد بأقدمية السن أو الصحة ..كل شيء يذهب إلي المهملات ..الأشياء الجميلة والأشياء القبيحة ..الريح تكنس كل شئ ..القبح والجمال ..والنهاية تحصد كل شئ يتنهد في عذاب مرير 

 " السعادة حشرجة، مجرد حشرجة ..كنا نضحك فيما مضى على النكات البذيئة، لماذا تستهوينا البذاءات؟ كنا دائماً على مشارف الانتفاخ الكاذب والعفن والنسيان .. والغريب أن العين لا تشبع من الألوان في الليل المرصع بالأضواء .. الإعلانات أضواء كاذبة لبهجة عابرة مثل أعمدة الوهم في مرفئ بعيد .. حتى ليالي الدفء كانت مسربلة بالكذب، الألسنة تكذب والعيون كيف تقاوم الضباب الحار والهواء الملغوم بالنوايا الشريرة ؟ .. وتنسي النعاس .. وتمتزج كلماتنا وزكامنا وضحكاتنا في قبلات منسية، لقد ماتت آخر أبيات الشعر ... وآخر دقات القلب ... لم تعد في الحياة أشعار .. ولا حلوى .. ولا أزهار .. ولا بكاء بعد اشتياق، لم يعد غير الغياب..

إرسال تعليق

أحدث أقدم