روعة الاختلاف بقلم د. رضا الزاوي

 



ما أجمل أن تغير روتين يومك ورتابة حياتك فتخرج عن المألوف وتكسر العادة.. والأجمل أن يكون هذا التغيير مفاجئاً وخارج الحسبان.. 

من منا لا يذكر ثمرة الفاكهة ذات الرقعة المختلفة على قشرتها وكانت أشد حلاوة من مثيلاتها.. حتى أنه لا زال يذكر طعمها وشكلها..

ذات مرة اشتريت كوباً زجاجياً لأكتشف أن به ندبة زائدة في أحد جوانبه.. كانت الندبة كالشامة السمراء في وجه امرأةٍ حسناءَ الملامح والتي بالفعل زادتها حسناً.. أذكر أنني حزنت جداً عندما كسر ذاك الكوب.. 

لازلت أتذكر تلك المرأة الصامتة التي قابلتها في أحد أماكن العمل.. كانت تمتلك درجة من الحسن تجعلك كالأصم لا تسمع ما يدور من رحى الحديث.. أنت بالفعل لا تود أن تسمع.. تنظر وفقط حتى تروي ظمأ عينيك.. ما إن تكلمت حتى تمنيت أن تتنازل عن متعة النظر لتدخل في شغف الإستماع..

لا أتحدث عن عذوبة الصوت.. فهذا متوقع..

كانت تمتلك لكنة لذيذة في حرف الراء.. أدركتها أذناي بعد أن استثارت كل النهايات العصبية لحاسة السمع تأثراً بصوتها الشجيّ..

كانت تحاول تداركها وتلافيها.. لا تدري أن هذا سر جمالها.. وكأن هذا التصرف يزيدها حسناً.. ويزيدني شغفاً.. 

إنه سحر الاختلاف الذي ينقلك من مرحلة الاكتفاء بالنظر إلى التمادي في تنبيه كل حواسك حتى تدرك محاسنها.. ولكن هيهات.. فما أنت بمدركٍ..

يا ويلك أيها الفتى من طول اللقاء.. فحواسك ستنهار من توالي المفاتن.. 

ويا ويلك من طول الغياب.. فقد أدمنت على الإنتشاء بجمال اختلافها..

إرسال تعليق

أحدث أقدم