هل مـريض السـرطان مـحكوم عـليه بالمـوت ؟_ الأهرام الاخبارية

قلم / غادة أحمد



بدون استئذان يقتحمك ويحاول السيطرة عليك بكل الطرق ليضعف قوتك ويجعلك تستسلم، وحين ينتصر السرطان تتحول حياتك إلى جحيم بين أركان المستشفيات وغرف جلسات العلاج الكيماوى وعمليات الاستئصال وغير ذلك من المحاولات الطبية الهادفة لقهر هذا الوحش القاتل.

لم يعد السرطان هذا المرض المرعب الذى يصيب الإنسان ويشعره بقرب نهايته، بل يمكن أن نتعامل معه كأى مرض تمكن السيطرة عليه فقط إذا كان المصاب به يمتلك قوة وعزيمة من حديد، فالسيطرة على المرض لا تقتصر فقط على الأبحاث العلمية وطرق العلاج الحديثة، والتى لن تصنع بمفردها شيئا، حيث أكدت العديد من الأبحاث والدراسات أن الدعم النفسى يرفع نسبة الشفاء وأن الحالة النفسية القوية لها تأثير كبير على تقوية جهاز المناعة، ومن ثم مقاومة هذا المرض الشرس.

فى السطور التالية نقدم نماذج حقيقية لمجموعة من الأبطال الذين هزموا الخبيث، واستطاعوا قهر السرطان بالإرادة والتحدى، وهو ما أسهم فى شفائهم من هذا المرض الشرس على اختلاف أنواعه، واستطاعوا تحقيق أحلامهم، والآن يسهمون فى توجيه النصح للحالات التى لم تشف بعد ناقلين لهم تجاربهم التى أعادتهم إلى الحياة أصحاء.

الحالة النفسية السيئة تضعف مناعة الجسم


أوضح الدكتور مينا جورج، رئيس قسم التأهيل النفسى بمستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية، أن النفس لها سلطان على الجسد وخلاياه، لا نستطيع القول صراحة، إن السرطان له سبب نفسى لكن نسبة الشفاء منه تعتمد بشكل كبير على الحالة النفسية، وهذا التطبيق لا يتم على السرطان فقط ولكن على كل الأمراض، فرفع الحالة النفسية يزيد مقاومة المناعة للأمراض ما يسهم فى شفاء المريض.

اكتئاب السرطان أصعب من السرطان ذاته


ولفت د. مينا إلى أن البشر حين يعرفون إصابتهم بالسرطان يمرون بمراحل متتالية، تبدأ بالصدمة ثم نكران المرض فالغضب الشديد والاكتئاب ومع التعب الشديد يستسلم المريض للأمر الواقع ويبدأ رحلة العلاج، مشيرا إلى أن بعض المرضى يمرون بكل المراحل وآخرين يتوقفون عند أحدها وينتقلون سريعا لمرحلة العلاج وهؤلاء يتسمون بقوة إرادة وعزيمة، والبعض الآخر ينتقلون من مرحلة الاكتئاب إلى الخوف ما يؤدى لبعض المرضى إلى الموت، ويعد اكتئاب السرطان أصعب من السرطان ذاته.

مريض السرطان كأى مريض شفاؤه لم يعد مستحيلا


وتدور الجلسة النفسية للمريض كما يقول رئيس قسم التأهيل النفسى بمستشفى العباسية حول أحداث حالية لا عن الماضى، منها طريقة حياته وأفكاره الآن وذلك لإثبات أنه حى يعيش، ويستطيع عمل الكثير حتى لو كان مصابا بالسرطان، وهذا يقوى عزيمته وقدرته على المقاومة، فعلى قدر زرع الأمل وتقوية اللحظة الحالية للمريض تكون النتائج وعلى الأسرة والمجتمع منع نظرات الشفقة على المريض حتى لا يشعر بالإحباط، فهو مثل كل المرضى شفاؤه لم يعد مستحيلا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم