سبوبة إعلانات الخير في رمضان _ الأهرام الأخبارية

قلم/ غادة أحمد _ جورج يوسف 




حينما تعلم أن سعر الإعلان الذى تشاهده على قناة MBC فى رمضان والذى لا يستغرق أكثر من ثلاثين ثانية يكلف الشركة المعلنة ١٥٠ مليون جنيه ..
نعم ١٥٠ وأمامها ستة أصفار .. بينما تكلفته على قنوات ON تبلغ ١٢٠ مليون جنيه وتنزل القيمة إلى ٨٠ مليون على النهار وCBC ..

حينما تعلم ذلك ربما ( وفى الغالب ) ستندهش وتهز رأسك غير مصدق ولكنك ستصدق وتبتلع دهشتك ومعها قرص أسبرين حينما تعلم أن قيمة تبرعات المصريين فى رمضان الفائت بلغت أربعة ونصف مليار جنيه .. !
ومرة أخرى أقول لك نعم أربعة ونصف وأمامها تسعة أصفار كاملة ..
( تورتة ) كبيرة وضخمة يتنافس ويتقاتل ويتهافت عليها الضباع المسعورة مستغلة طيبة وحب الناس لفعل الخير ومستغلة أكثر ضعف الثقافة الجمعية لدى عموم المصريين .. فترى إعلانات تستدر الدموع وتوجع القلوب وتشعرك أن المصري بات واحد من أربعة مريض بالسرطان فقير جائع أو متشرد بلا مأوى .. ورابع هو أنت الذى سيتبرع لكل هؤلاء ..

فى العام الماضى تبرعت ١٥.٨ مليون أسرة من أصل ١٨.٤ مليون أسرة مصرية أى بنسبة ٨٦ بالمائة بالمبلغ المذكور أعلاه ( ٤.٥ مليار جنيه ) وهذا العام متوقع زيادة التبرعات بنسبة تصل إلى النصف تقريبا أى حوالى سبعة مليارات جنيه ..

ما تتبرع به عبر الرسائل التليفونية يستقطع منه ٥٥ بالمائة لصالح شركة المحمول ولصالح القناة صاحبة الإعلان ولصالح الجمعية الخيرية والعاملين عليها ولا يصل لمستحقيه سوى ٤٥ فى المائة فقط مما دفعت ..
إذا لماذا نتورط ونستغل بهذه الطريقة وندفع لهؤلاء الضباع ماقيمته ٢.٥ مليار جنيه العام الماضي ونحو أربعة مليار هذا العام ؟!!

قليل من الوعي يفوت الفرصة على شبكة فساد واستغلال هائلة يتشارك فيها الإعلام والاتصالات ومؤسسات دينية.

على سبيل المثال لا الحصر:
لم اندهش من محاولة الرجل الشيخ اللواء رئيس جمعية الاورمان حين سارع وبادر لنفى تصريحه الذى أعلن فيه أمام السيسي خلو مصر من الفقراء والمعوزين حتى يضمن إستمرار تدفق التبرعات ( السبوبة ) ..
جمعية الاورمان فهى لوحدها مصيبة كبرى من مصائب بلدنا ؟!!!
بعد تفاخره بان جمعيته تمكنت من ( اقتناص ) 700 مليون جنيه فى شكل تبرعات من المصريين ( الطيبين ) !! مما أثار عليه حملة شعواء فى منصات التواصل الاجتماعى !!!
اثرت بالسلب على جمعيته وتعرضت للمقاطعة من الناس.

- تبرع بنفسك لمن تعرفه وأبحث عن المحتاجين فما أكثرهم وما أحوجهم فى بلادنا





إرسال تعليق

أحدث أقدم